القابضون على الجمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفيزياء ووجود الخالق (1) : الإلحاد في العصر الحديث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جــواد
الـ زعــيـ ـم
الـ زعــيـ ـم
جــواد


ذكر عدد الرسائل : 268
البلد : أَينَْمَا وُجِدَ الإِسْـلاَمُ فدَاك>وَطَـنِي
تاريخ التسجيل : 03/03/2008

الفيزياء ووجود الخالق (1) : الإلحاد في العصر الحديث Empty
مُساهمةموضوع: الفيزياء ووجود الخالق (1) : الإلحاد في العصر الحديث   الفيزياء ووجود الخالق (1) : الإلحاد في العصر الحديث Emptyالإثنين 11 أغسطس - 6:27:51

-
فصل من كتاب " الفيزياء ووجود الخالق " للشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس حفظه الله ونفع بعلمه .

الفصل الأول
الإلحاد في العصر الحديث


1- ظاهرة الإلحاد :

كان الناس في الماضي يعتقدون اعتقاداً جازماً بوجود خالق مدبر للكون، وكانوا يعدُّون هذا من البدائه العقلية، وكان الإلحاد – بمعناه الحديث الذي هو إنكار وجود هذا الخالق – أمراً شاذاً لا يقول به إلا فرد بعد فرد من الناس.

وظل الأمر كذلك حتى القرن الثامن عشر الميلادي تقريباً(1) ، ثم بدأ الإلحاد يحل محل الإيمان عند كثير من قادة الفكر الأوروبي، وصار بعد مقدم الشيوعية هو (الدين الرسمي) لدُوَلها.

ولمَّا صارت للإلحاد هذه المكانة في الغرب، ولمَّا كانت هذه الحضارة الغربية هي الحضارة السائدة في عصرنا؛ فقد انتشر هذا الإلحاد، وانتشرت أكثر منه لوازمه في أرجاء المعمورة انتشاراً لم يعهد له مثيل فيما مضى من الزمان(2).

-------------------------------------------------
(1) أول كتاب يصرح بالإلحاد ظهر في أوروبا عام 1770م، وفي بريطانيا في عام 1782م.
(Atheism in Britain, p.3)


(2) هذا مع أن الملحدين ما زالوا – من الناحية العددية – قلة قليلة حتى في الديار الغربية. ففي استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة نيويورك تايمز – (27/2/1993م، ص9)، (ثقافة الكفر، ص4) – صرح 96% من الأمريكان بأنهم يؤمنون بالله.

وفي استطلاع أحدث أجرته مجلة US News and World Report كانت النسبة قريباً من ذلك. فقد صرح 93% بأنهم يؤمنون بالله، وصرح 5% فقط بأنهم ملحدون. (4/4/1994م، ص48).
مثل هذه الإحصاءات تُحرج كثيراً من الملحدين الذين يريدون أن يربطوا بين التقدم العلمي والرفاه المادي وبين الإلحاد. فالولايات المتحدة أكثر الدول الغربية تقدماً في الأمرين معاً، وأكثرها ديمقراطية لكنها أكثرها ديناً.

-------------------------------------------------


وكان من نتائج ذلك:

أن صار الإلحاد – من الناحية العلمية والعقلية – هو الموقف الطبيعي الذي لا يحتاج إلى دليل ولا برهان !! وصار المؤمن هو المطالب بمثل هذا الدليل .

وأن صار الملحد هو الذي يتحدى المؤمن ويتهمه بعدم العلمية، وعدم العقلانية، وبالتقليد، والانسياق وراء العواطف !

وأن صار إظهار الاهتمام بالدين – ولا سيما في وسائل الإعلام العامة – أمراً مستغرباً بل منكراً !

يقول صاحب كتاب (ثقافة الفكر):

"إنه ما أن نشرت مجلة نيوزويك مقالاً عن الدين حتى جاءها خطاب – نشرته – من قارئ يلومها على إفساح المجال لمثل هذا الهراء"،

ثم يعلق على ذلك قائلاً:
"من حيث الإحصاء ، فإن كاتب الخطاب ينتمي إلى الأقلية …
أما سياسياً وثقافياً فإنه ينتمي إلى التيار الأمريكي الغالب؛
لأن أولئك الذين يُصلُّون بانتظام – بل أولئك الذين يؤمنون بالله – يحرصون على إبقاء ذلك في السر، بل على عدِّه سراً يخجل من[إفشائه].
وذلك أنه فيما عدا الالتجاء إلى الله الشعائري [الظاهري] المتوقع من سياسيينا؛ فإن الأمريكي الذي يأخذ دينه مأخذ الجد، ويعدُّه شيئاً مأموراً به لا مجرد خيار؛ يخاطر بان يُعدَّ من المارقين" (1).
-----------
(1) ثقافة الكفر، ص4.

-----------

وأن صار الدين هو (الظاهرة الاجتماعية) التي تحتاج إلى تفسير، وأما عدم التدين فهو الأمر الطبيعي الذي لا يستدعي دراسة ولا بحثاً ولا تنقيباً !!

وأن صار الإلحاد هو القاعدة – المعلنة أو المضمرة – التي تقوم عليها فلسفة العلوم، طبيعية كانت أم اجتماعية أم إنسانية !! فصار الإلحاد لذلك جزءاً من مفهوم العلم !!

ومن هنا جاءت المقابلة بين ما يسمى بالتفسير العلمي والتفسير الديني !
فالتفسير العلمي : هو التفسير الذي يفترض أن الكون مكتف بنفسه، لم يخلقه ولا يصرِّف أمره خالق !
وأما التفسير الديني فهو الذي يجعل للإرادة الإلهية تدخلاً في حوادث الكون.

وإذا كان العلم قد وُضع – بسبب فلسفته الإلحادية – في مقابل الدين !

فقد وُضع الدين – مهما كان نوعه !! – في زمرة الكهانة والسحر وسائر أنواع الشعوذة والأساطير !!

أو عُدَّ – حين يحترم – من قبيل : الأدب والفن الذي يعبِّر عن المشاعر ولا يقرر الحقائق !


وقد صاحب هذا الإلحاد في أوروبا تطور هائل لم يعهد له مثيل في مجالات العلوم الطبيعية، وما يقوم عليها من تقنية دخلت نواحي الحياة المختلفة وسهلتها.

فربط الناس في الغرب بين هذا وذاك؛ فاعتقدوا أن هذا التطور ما كان ليحدث لولا اطِّراح الدين وإحلال الفلسفة المادية الإلحادية العقلانية التجريبية محله !!

وتبع الغربيين في هذا الاعتقاد خلق كثير من الأمم الأخرى، فظنوا أنهم لا يمكنهم أن يبلغوا شأو الغربيين في التقدم العلمي والتقني، إلا إذا هم حذو حذوهم في اطِّراح الدين واعتماد الفلسفة الإلحادية !

ولم يقتصر أثر هذا الفكر الإلحادي على مجال العلوم، بل دخل حياة الناس الاجتماعية والسياسية.

فكما أن الدين أُقصي عن المجال العلمي المشترك بين العلماء، وصار في أحسن حالاته مسألة خاصة بالعالم لا يجرؤ على ذكرها، دعك من الدفاع عنها أو الدعوة إليها !

فقد أُقصي أيضاً عن المجال السياسي حتى في البلاد الإسلامية – إلا ما رحم ربك – وكاد أن يصير – كما قد صار في الغرب – مسألة ذاتية تخص الفرد، ولا تتعلق بدساتير البلاد وقوانينها وسياستها الداخلية أو الخارجية أو التعليمية أو الإعلامية.

تابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جــواد
الـ زعــيـ ـم
الـ زعــيـ ـم
جــواد


ذكر عدد الرسائل : 268
البلد : أَينَْمَا وُجِدَ الإِسْـلاَمُ فدَاك>وَطَـنِي
تاريخ التسجيل : 03/03/2008

الفيزياء ووجود الخالق (1) : الإلحاد في العصر الحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفيزياء ووجود الخالق (1) : الإلحاد في العصر الحديث   الفيزياء ووجود الخالق (1) : الإلحاد في العصر الحديث Emptyالإثنين 11 أغسطس - 7:35:14

الفيزياء وأصل الكون

من اين أتى هذا الكون ؟ هطا سؤال طبيعي عن كل شيء له بداية وغن كانت تلك البداية في الزمان , لكن هذا السؤال يصير أكثر إلحاحا إذا كانت تلك البداية بداية نطلقة للمادة وما يصاحبا من زمان ومكان. فما رد الفيزيائي الحديث على هذا السؤال المُلِح؟ لقد قرأنا من قبل قول اللع تعالى-: {أَمْ خُلِقوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ(35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ(36) الطور
المؤمنون بوجود الخالق الحق نوعان :نوع يعترف به ربا خالقا مدبرا لكل شيء, لكنه لا يفي بموجبات الربوبية ;فلا يعبد الله تعالى ,أو يعبده ويعبد معه غيره,ولا يعترف بنبي ولا شرع إلهي, فيكون تصرفه كتصرف الذي لا يؤمن بالخالق تعالى..
ونوع يؤمن بالخالق الحق واحدا, ويرى ان إقراره هذا يوجب عليه أن يؤمن به إلها واحدا لا معبود بحق سواه; فيعبده غير مشرك به,
ويؤمن برسله وكتبه, ويطيع أمره, ويرجو ثوابه ويخشى عقابه,
كان العرب الذي أرسل إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في جملتهم من النوع الاول ,
فهذه الايات موجهة إليهم وإلى أمثالهم .لكن هذه الايات -إذا لم تقرأ في سياقها- قد يظن أنها لا تخاطب إلا قوما منرين لوجود الخالق سبحانه. نعم, إن في الايات لردا على المنكرين لوجود الخالق, لكنه رد موجه- أيضا- إلى قوم
يدعون الايمان به. فكأن الايات تقول لامثال هؤلاء :إن مسللكم في إستكباركم عن عبادة الله, أو في الشرك به ’,هو مسلك من يعتقد
الناس أنه لا خالق له
, فلا يلزمه أن يعبده, أو مسلك من يعتقد أنه هو الذي خلق نفسه فهو الذي يملك أمر نفسه ويتصرف فيها كيف شاء
أو مسلك من يعتقد أنه هو الذي خلق هذا الكون ,فهو مستغن عن الخضوع في أمره لاحد سوى نفسه. فإذا كنتم لا تقولون بشيء من هذا, بل تعتقدون- كما تزعمون- أن لكم ربا واحداَ هو الذي خلقكم وخلق هذا الكون حولكم ,فآمنو برسوله الذي أرسله إليكم وأعبدوه ولا تشركو به. ولهذا قال إبن كثير عن هذا الايات
((هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الوهية)):
لقد كان لهذا الخطاب القرآني وقع مؤثر جدا على بعض من إستمع إليه من أولئك العرب, روى البخاري في صحيحه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه - رضي الله عنه-
قال :سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور, فلما بلغ هذه الاية
{أَمْ خُلِقوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ(35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ(36)أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ(37)

كاد قلبي يطير
((1

قال إبن كثير عند تفسير هذه الاية :((كان جبير قد قدم النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الاسارى, وكان إذ ذاك مشركا, فكان سماعه هذه الاية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الاسلام بعد ذالك ((1
فالبراهين القرآنية العقلية على وجود الخالق لا تقف عند حد الدلالة على وجوده, كما هو الحال في سائر البراهين الفلسفية والكلامية, بل تتضمن- كما ذكرنا من قبل -الدلالة على إستحقاقه وحده العبادةِ ’ لانه لا فائدة من إقراره بوجود الخالق لا تتبعه عبادة له وإلتزام بشرعه .
ولكن إذا كانت الايات الكريمة موجهة إلى ذالك النوع من المدعين للايمان بوجود الخالق الذين لا يوفون بموجبات هذا الايمان ’ فهي بالاحرى موجهة إلى من لا يؤمن به أصلا. وقد كان في العرب بعض من هؤلاء, وإن كانو قلة.
____________________________
3804 رقم
, [[ أخرجه البخاري, كتاب التفسير, باب : سورة [[والطور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفيزياء ووجود الخالق (1) : الإلحاد في العصر الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القابضون على الجمر :: ( قـسـم الـمـنـوعـات ) :: الإســلام يـتـحـدى-
انتقل الى: